رسالة راعي المؤسسين - أ.د. حسام بدراوي
اننى أؤكد أن رؤى المستقبل كلها متداخلة، ولا يمكن النظر إلى مصر المستقبل جزئيا، بل لابد من أن تحوط رؤيتنا للإصلاح جوانبه كلها في وقت واحد، سواء كان ذلك سياسياَ أو اجتماعيا أو اقتصاديا أو ثقافياَ. إن تماسك الإصلاح واستدامته يرتبط بالتنمية في جميع مجالاتها، وبالرغم من أن صوت الدعوة إلي الإصلاح السياسي هو الأعلى بين الأحزاب والقوي السياسية المختلفة، فإن ذلك لا يجب أن يلهينا عن أن البنية الأساسية لعملية الإصلاح تبدأ وتستمر وتتواصل بالتنمية الإنسانية وأن التعليم هو مدخلها الرئيسي.
إن الإنسان هو الأساس، والقدرة التنافسية لأي مجتمع تعتمد في النهاية علي مجموع قدرات أفراده، والتي تتضاعف قيمتها بالعمل الجماعي والمشاركة الفعالة. إن وظيفتنا الأولي هي بناء القدرات وتوفير الفرص وأن نجاحنا كمجتمع هو أن نترك الحرية للأفراد للاختيار بين فرص متعددة... بعدالة ونزاهة ومساواة في الحقوق.
إن القدرة على الاختيار هي موضوع الساعة وموضوع المستقبل، إننا نستطيع أن نجعل من كل فرصة أمامنا مشكلة وأزمة، وأن نري ونكتشف في كل أزمة تواجهنا فرصاَ جديدة يمكن استثمارها والتنمية من خلالها، وسيعتمد ذلك علي طريقة نظرتنا إلي الأمور ومعالجتنا للواقع الذي يطرح فرصاَ متعددة للانتقال إلي عهد جديد من النهضة.
إن القدرة على الاختيار الأصوب، والأفضل، والذي يراعى القيم الأصيلة الواجب إدماجها في وجدان الفرد والأسرة والمجتمع كله تنبع من مدخل المعرفة واستخدام العقل والمنهج العلمي في التفكير.
إن مشروع الإصلاح لتحقيق نهضة مصر ليس مجرد أرقام على ورق ولا جمل صماء ومعاني مجردة.. إن روح الإصلاح يمثلها في النهاية الإنسان وراء الأفكار، أفرادا وجماعات وكيانات يزداد عددها يوما بعد يوم لتصبح في لحظة فارقة حجما حرجا يزيد من سرعة الإنجاز، ويؤتى نتائج أعمق وأوسع وأكثر تأثيرا. إن الإصلاح يصبح لا قيمة له إن ظل حبيس الأوراق بل يمرض ويموت إن لم يخرج إلى الحياة، ويصبح لا معنى له إن كان هدفه هو فوزا يحققه فرد أو مؤسسة في نقاش أو جدل سياسي، أو صوتا يعلو على صوت آخر في تنافس حول من يكسب الجماهير.. إن الإصلاح المنشود تظهر قيمته التاريخية والمستقبلية عندما يصبح حقيقة مفعلة، عندما يتم تنفيذه ليظهر أثره على المجتمع.
كما تتجدد الأفكار، يجب أن تتجدد الوسائل وروح الإصلاح في المرحلة الجديدة، تحتاج مع الفكر الجديد إلى آليات جديدة. ولقد قال أينشتين، العالم العبقري الفذ في تاريخ العلم، إن المشكلات العويصة التي نواجهها لا يتأتى حلها بتطبيق نفس النهج الفكري الذي استخدمناه ساعة إيجاد مثل هذه المشكلات.
إن رؤيتي السياسية الواضحة والتي أدعو المجتمع إلى الالتفاف حولها تؤمن بالحرية في إطارها الأعم و الاشمل، وبالدولة المدنية، وبالتعددية السياسية واحترام الرأي الآخر قولاً وفعلاً. أؤمن بحرية العقيدة، وبالمواطنة التي تحمي كل مصري بغض النظر عن اعتقاداته ودينه وآرائه السياسية أو الاجتماعية. وأؤمن بأن هناك وسائل مختلفة لتحقيق نفس الآهداف وأن الشعب من خلال وسائل الديمقراطية - بنزاهة وحيدة - هو الذي يختار التكتل السياسي الذي يراه مؤهلاً لتحقيق هذه الأهداف. إنني أؤمن بالمبادرة الفردية وأحفزها وأنميها لأن الفرد هو أساس الأسرة والمجتمع. وأؤمن بحرية وأهيمة تداول السلطة في إطار دستوري يبني ولايهدم، يجمع ولا يفرق، ومؤسسات سياسية تترجم دعواها إلى عمل وإنتاج. أؤمن بانتمائي أولاً لمصر ومنها إلى محيطنا الأوسع فى العالم العربي وللإنسانية جمعاء،ننفتح عليها، ونتكامل معها، واثقين بأنفسنا، نضيف إلي الحضارة الإنسانية فى الحاضر والمستقبل كما أضفنا عبر التاريخ. وبغض النظر عن رأي الفرد أو المؤسسة في الدستور، فلا بد من وجوده، ولا بد من احترامه. إن احترام دستور البلاد مع الرغبة في تعديل بعض بنوده، أو لاحتجاج على بعضها الآخر، لايزال أفضل عشرات المرات من عدم احترام أي شرعية، وخلق حالة من الفوضى التي تؤدي إلى تداعي الكل، إذا أصر كل فرد منا أو مؤسسة على شرعيتها الخاصة بها.
أ.د. حسام بدراوي
لمعرفة المزيد، إضغط هنا للتواصل على موقع أ.د. حسام بدراوي الرسمي
اننى أؤكد أن رؤى المستقبل كلها متداخلة، ولا يمكن النظر إلى مصر المستقبل جزئيا، بل لابد من أن تحوط رؤيتنا للإصلاح جوانبه كلها في وقت واحد، سواء كان ذلك سياسياَ أو اجتماعيا أو اقتصاديا أو ثقافياَ. إن تماسك الإصلاح واستدامته يرتبط بالتنمية في جميع مجالاتها، وبالرغم من أن صوت الدعوة إلي الإصلاح السياسي هو الأعلى بين الأحزاب والقوي السياسية المختلفة، فإن ذلك لا يجب أن يلهينا عن أن البنية الأساسية لعملية الإصلاح تبدأ وتستمر وتتواصل بالتنمية الإنسانية وأن التعليم هو مدخلها الرئيسي.
إن الإنسان هو الأساس، والقدرة التنافسية لأي مجتمع تعتمد في النهاية علي مجموع قدرات أفراده، والتي تتضاعف قيمتها بالعمل الجماعي والمشاركة الفعالة. إن وظيفتنا الأولي هي بناء القدرات وتوفير الفرص وأن نجاحنا كمجتمع هو أن نترك الحرية للأفراد للاختيار بين فرص متعددة... بعدالة ونزاهة ومساواة في الحقوق.
إن القدرة على الاختيار هي موضوع الساعة وموضوع المستقبل، إننا نستطيع أن نجعل من كل فرصة أمامنا مشكلة وأزمة، وأن نري ونكتشف في كل أزمة تواجهنا فرصاَ جديدة يمكن استثمارها والتنمية من خلالها، وسيعتمد ذلك علي طريقة نظرتنا إلي الأمور ومعالجتنا للواقع الذي يطرح فرصاَ متعددة للانتقال إلي عهد جديد من النهضة.
إن القدرة على الاختيار الأصوب، والأفضل، والذي يراعى القيم الأصيلة الواجب إدماجها في وجدان الفرد والأسرة والمجتمع كله تنبع من مدخل المعرفة واستخدام العقل والمنهج العلمي في التفكير.
إن مشروع الإصلاح لتحقيق نهضة مصر ليس مجرد أرقام على ورق ولا جمل صماء ومعاني مجردة.. إن روح الإصلاح يمثلها في النهاية الإنسان وراء الأفكار، أفرادا وجماعات وكيانات يزداد عددها يوما بعد يوم لتصبح في لحظة فارقة حجما حرجا يزيد من سرعة الإنجاز، ويؤتى نتائج أعمق وأوسع وأكثر تأثيرا. إن الإصلاح يصبح لا قيمة له إن ظل حبيس الأوراق بل يمرض ويموت إن لم يخرج إلى الحياة، ويصبح لا معنى له إن كان هدفه هو فوزا يحققه فرد أو مؤسسة في نقاش أو جدل سياسي، أو صوتا يعلو على صوت آخر في تنافس حول من يكسب الجماهير.. إن الإصلاح المنشود تظهر قيمته التاريخية والمستقبلية عندما يصبح حقيقة مفعلة، عندما يتم تنفيذه ليظهر أثره على المجتمع.
كما تتجدد الأفكار، يجب أن تتجدد الوسائل وروح الإصلاح في المرحلة الجديدة، تحتاج مع الفكر الجديد إلى آليات جديدة. ولقد قال أينشتين، العالم العبقري الفذ في تاريخ العلم، إن المشكلات العويصة التي نواجهها لا يتأتى حلها بتطبيق نفس النهج الفكري الذي استخدمناه ساعة إيجاد مثل هذه المشكلات.
إن رؤيتي السياسية الواضحة والتي أدعو المجتمع إلى الالتفاف حولها تؤمن بالحرية في إطارها الأعم و الاشمل، وبالدولة المدنية، وبالتعددية السياسية واحترام الرأي الآخر قولاً وفعلاً. أؤمن بحرية العقيدة، وبالمواطنة التي تحمي كل مصري بغض النظر عن اعتقاداته ودينه وآرائه السياسية أو الاجتماعية. وأؤمن بأن هناك وسائل مختلفة لتحقيق نفس الآهداف وأن الشعب من خلال وسائل الديمقراطية - بنزاهة وحيدة - هو الذي يختار التكتل السياسي الذي يراه مؤهلاً لتحقيق هذه الأهداف. إنني أؤمن بالمبادرة الفردية وأحفزها وأنميها لأن الفرد هو أساس الأسرة والمجتمع. وأؤمن بحرية وأهيمة تداول السلطة في إطار دستوري يبني ولايهدم، يجمع ولا يفرق، ومؤسسات سياسية تترجم دعواها إلى عمل وإنتاج. أؤمن بانتمائي أولاً لمصر ومنها إلى محيطنا الأوسع فى العالم العربي وللإنسانية جمعاء،ننفتح عليها، ونتكامل معها، واثقين بأنفسنا، نضيف إلي الحضارة الإنسانية فى الحاضر والمستقبل كما أضفنا عبر التاريخ. وبغض النظر عن رأي الفرد أو المؤسسة في الدستور، فلا بد من وجوده، ولا بد من احترامه. إن احترام دستور البلاد مع الرغبة في تعديل بعض بنوده، أو لاحتجاج على بعضها الآخر، لايزال أفضل عشرات المرات من عدم احترام أي شرعية، وخلق حالة من الفوضى التي تؤدي إلى تداعي الكل، إذا أصر كل فرد منا أو مؤسسة على شرعيتها الخاصة بها.
أ.د. حسام بدراوي
لمعرفة المزيد، إضغط هنا للتواصل على موقع أ.د. حسام بدراوي الرسمي